الحياة تحبك : الممارسات الروحية السبع لتشفي حياتك

"الحياة تحبك" هو تحقيق يسبر أغوارك، ويستكشف علاقتك مع العالم، ويطرح أسئلة عميقة حول طبيعة الواقع، في السنوات الأخيرة أصبح العلم قادراً على رؤية العالم بطريقة جديدة، فعلى سبيل المثال أصبحنا تعرف الآن أن الذرات ليست مجرد أشياء صغيرة منفصلة، ولكنها تعبر عن طاقة كونية في الواقع، عالم الأشياء المنفصلة ليس له وجود وكل شيء، فيه يمثل جزءاً من أشياء أخرى، وكل واحد منا هو بدوره جزء من وحدة أكبر؛ تربطنا علاقة بالنجوم، كما نرتبط بعلاقة مع بعضنا البعض، ومع كل الكائنات.
يقرّ العلم أن العالم ليس مجرد مكان ماديّ، ولكنه أيضاً حالة فكرية، كتب السير جيمس جينز / Sir James Jeans الفيزيائي الإنكليزي: "بدأ الكون يظهر بصورة أشبه ما تكون بفكرة عظيمة أكثر من كونه آلة عظيمة"، إن إستكشاف وعي الخلق يشكل الحدود الجديدة للعلوم، إن لبنة البناء الأساسية للخلق ليست هي الذرة؛ بل الحب، وليس المقصود بالحب هنا الحب العاطفي، فالحب ليس مجرد عاطفة؛ لكنه المبدأ الخلّاق الذي يقف وراء رقصة الحياة، وهو كونيّ وذكيّ ومعطاء، ونحن جميعنا تعبير عن هذا الحب، فهو طبيعتنا الحقيقية.
من هنا، فإن ما تضمنه كتاب "الحياة تحبك" هو تحقيق وممارسة عملية، جاء نتاج مشترك عمل بين المؤلّفين "لويزل هاي" وروبرت هولدن ولويز عالمة روحانية عملية، وروبرت مهتم بالفلسفة التي يمكن فقط تطبيقها على الحياة اليومية، وهكذا قاما بوضع العنوان الفرعي لهذا الكتاب "الممارسات الروحية السبع لشفاء حياتك" الذي يتضمن سبعة فصول ينتهي كلٌّ منها بممارسة روحية تساعدك على تحويل النظرية إلى واقع تجريبي.
وبالإضافة إلى الممارسات الرئيسية السبع، هناك عدد من التمارين الأخرى أيضاً، التي قد ترغب بالقيام بها مع شخص أو ضمن مجموعة، حمل الفصل الأول عنوان: النظر في المرآة، وجاء ذلك بمثابة إستكشاف مبدأ المرآة، حيث يؤكد هذا المبدأ على أن تجربتنا في العالم تعكس علاقتنا مع أنفسنا، وذلك لأننا لا نرى الأمور على حقيقتها، بل نراها من موقعنا نحن، أي من وجهة نظرنا، يمكن أن يغدو العالم من خلالها عالماً مظلماً وموحشاً عندما نبتعد عن قلوبنا ولا نحب أنفسنا، ونشعر أننا غير محبوبين، ومع ذلك يمكن لأحد الأفعال المخلصة لحب الذات أن يساعدنا في إختيار لطف الخلق ورؤية العالم بشكل جديد.
تتضمن الممارسة الروحية للفصل الأول تدريبياً يدعى "دع الحياة تحبك"، والتأمل، وصلاة الحب"، في الفصل الثاني: تقرير حياتك، حيث يدور الحديث بين لويز وروبرت عن أيامهما في المدرسة وكيف تم تعليمهما رؤية العالم في البداية، ويشارك روبرت بقصة عن محاضرة في الكلية كانت قد غيّرت نظرته للعالم إلى الأبد، وكانت بعنوان "هل تعتقد بصدق حقاً أن إطاراً مخروقاً يمكن أن يسبب لك صداع".
أما الممارسة الروحية لهذا الفصل بالنقاط العشر، الفصل الثالث: "اتبع فرحك" وهو يدور حول الإنصات إلى توجيهك الداخلي، إذ كثيراً ما تكون منغمسين في قصتنا الخاصة ونعتقد في بؤسنا الشخصي القدرة على رؤية أن الحياة دائماً تحاول إرشادنا وتقديم الدعم لنا وإلهامنا.
الممارسة الروحية لهذا الفصل هي إنشاء لوحة من التأكيدات، التي من شأنها مساعدتك على إتباع فرحك لتعيش الحياة التي تحبها، الفصل الرابع: "الصفح عن الماضي"، حيث يتم العمل على التحقيق في بعض العوائق العامة التي تحول دون حب الحياة لك، والممارسة الروحية مقياس الصفح، وهي واحدة من أقوى تمارين الصفح التي تعرفها، الفصل الخامس: "الشعور بالإمتنان الآن" يبحث المؤلفان مبدأ الثقة الأساسية التي يعترف علماء النفس بضرورتها في تنمية الطفولة وحياة البالغين.
وتجمع الممارسة الروحية لهذا الفصل "الشكر اليومي"، الفصل السادس: "تعلّم التلقي"، حيث يلقي الضوء على نظرية العالم المطبوع على حبّ الخير المطروحة في البوذية، الممارسة الروحية لهذا الفصل هي إنشاء صحيفة تلقيّ، والغرض من هذه الصحيفة هو مساعدتك في التعريف بوضوح أكبر على مدى وكيفية حب الحياة لك الآن، في الفصل السابع: "شفاء المستقبل"، حيث يصل المؤلفان إلى السؤال التالي: هل العالم ودود؟ وهو سؤال اعتبر انشتاين الأكثر أهمية التي يمكن أن يطرحه الإنسان، والممارسة الروحية لهذا الفصل تدعى مباركة العالم.