"إحدى نتائج هشاشتنا النفسية هي أننا نُضخِّم أحيانًا أيَّ مشكلة تظهر في حياتنا إلى درجة تصويرها ككارثة وجودية، توجد عملية تُسمَّى في علم النفس بـ Pain catastrophizing. هذه العملية عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلةٍ ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمُّل، فتشعر بالعجز والانه
يار عند وقوع المشكلة وتظل تصِفُها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة، وإنما هي أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك، فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك، ثم ماذا؟! ثم تغرق في الشعور بالتحطُّم الروحي والإنهاك النفسي الكامل، وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تمامًا، وتستسلم لألمك وتنهار حياتك كلها بسبب هذه المشكلة.
كما تتجلى الهشاشة النفسية في أشكالٍ أخرى في تعاملاتنا اليومية: فنحن نعظم مشاعرنا ونجعلها حَكمًا نهائيًّا على كل شيء تقريبًا ونقرر اعتزال كل ما يؤذي مشاعرنا ولو بكلمة بسيطة. نكره نقد أفكارنا لأن النقد بالنسبة إلينا صار كالهجوم. نعشق اللجوء إلى الأطباء النفسيين في كل شعور سلبي في حياتنا ونهرع إليهم طلبًا للعلاج. لا نتقبَّل النصيحة ولا نرغب في أن يحكم أحدٌ علينا، نلتمس العذر لأي خطأ أو إجرام بدعوى أن مرتكبه متأذٍّ نفسيًّا.
هذا الكتاب إذن يحلل ما يحدث لفئة من الشباب والفتيات الذين تأثروا بظاهرة الهشاشة النفسية، ثم يقدم الحلول العملية المقترحة لتقوية النفي وتدريبها على الصبر وتحمل المسؤولية.