السعادة مطلب الجميع، مطلب الأغنياء والفقراء، والضعفاء والأقوياء، الكبار والصغار. كل ما نفعله في هذه الحياة نفعله لسبب واحد وهو أن نكون سعداء. الغني لا يبحث عن المال لأجل المال بل ليكون سعيدا. والعالم يندفع وراء بحوثه؛ لأنه يشعر بالشغف في داخله، وهذا أحد مشاعر السعادة. والأم والأب يجهدان أنفسهما ويتحملان المشاق ليشاهدا ابنهما ناجحا في هذه الحياة، وهذه المحبة وذلك العطاء ركنان من أركان السعادة. وكذلك فالمريض الذي يكافح المرض، لا يفعل ذلك إلا لوجود بذرة من بذور السعادة في داخله، وهي الأمل. السعادة لا تمنحنا حياة أفضل فقط وتساعدنا على النجاح في علاقتنا وعملنا، بل تمنحنا المرونة الكافية للتعامل مع مصاعب الحياة وأزماتها. البحث عن السعادة مطلب إنساني، بل واجب ديني! فقد يعتقد بعضنا أن البحث عن السعادة ترف أو أنانية وهذا غير صحيح؛ فالإنسان التعيس إنسان منطوٍ على نفسه وعلاقاته غير جيدة مع الأقربين، فضلا عن غيرهم! قد يحاول بعضنا الهروب من حقيقة بحثه عن السعادة؛ فمثلا عندما سُئِلَ بعض الأشخاص: هل تتمنى أن تكون سعيدا؟ كانت إجابته لا، ولكن عندما سُئلوا: هل تريد السعادة لأبنائك؟ كانت الإجابة: نعم بالتأكيد. ما يزال بحث موضوع السعادة ومحاولة الوصول لأسبابها وسبل الوصول لها هو موضوعُ كثيرٍ من الكتاب والمتحدثين والعلماء، ولكن ما حدث في السنوات العشر الأخيرة أحدث ثورة في عالم السعادة، لماذا؟ هذا ما ستجده في هذا الكتاب حيث يجمع بين أحدث ما توصلت له العلوم الحديثة في موضوع السعادة، كما يحوي كثيرا من القصص الملهمة والمؤثرة التي ستساعدك على معرفة كيف يمكن أن تضيف ينابيع السعادة لحياتك.