عجائب الهند بره وبحره وجزايره

يقول الرحالة صاحب هذا الكتاب مما رآه من عجائب الهند بره وبحره فيقول أنه ذكر في بعض هذه الأجزاء ظرائف من أخبار جزر تدعى ديبجان (جزر الدم)، وهي جزر أولها بالقرب من جزر الكستج وآخرها عرضاً بالقرب من جزيرة الوقواق، ويقال أنها نحو في ثلثين ألف جزيرة وطول الجزيرة من نصف فرسخ إلى عشرة فراسخ، وبين كل جزيرتين فرسخ فما دونها وكلها رمال.
ويتابع ليذكر بعضاً من هذه العجائب حول الفيلة، حيث يوجد في تلك الجزيرة فيلة تتصرف في حوائج أربابها، وأن الفيلُ يدفع إليه الوعاء الذي يشتري فيه ما يريد من حوائج وفيه الورع، وهو نقد القوم، كما يذكر الرحالة من مشاهداته في هذه الجزيرة في أن كبار التجار والجند وغيرهم وحتى من كبار نساء القوم لهم خطوة وإن كانت حظية الملك يجتاز واحدهم بروث البقر والجواميس فإن كان معه من يحمله، وإلا جعل علاقة ليعلم أن ذلك قد صار في حيّزٍ آخر، فإذا وجد من يحمله أخذه، وهذا دلالة على عقيدة تقديس الهند وللبقر ولكل ما يتعلق فيها حتى ورثها.
وأمر آخر أتى الرحالة على ذكره من عجائب في أنهم يأكلون الميتة وذلك لأنهم يأخذون الشاة أو الطير ويضربون رأسه حتى يموت فإذا مات أكلوه، والأعجب من ذلك أنهم يأكلون الفأرة الميتة حتى أن الفأر عندهم من أنظف ما يؤكل؛ بالإضافة إلى ذلك يورد صاحب هذه الرحلات حكاية عن أحد ملوك الصيف التي أخبر بها، أن له بركة عظيمة يجيئها الماء من فرسخ ثم يفتح الماء فينضب كله فإذا أحب أن تملأ ماء أمر بفتح الماء عليها من الموضع الذي يجيء منه ثم يطرح اللؤلؤ مع الماء فيجري الماء إلى البركة في نهاية الصفاء واللؤلؤ فيه إلى أن تمتلئ البركة من اللؤلؤ ويفيض الماء على جوانبها ثم يقطع الماء ويبقى اللؤلؤ مثل الحصى.
ويتطرق الرحالة إلى أحاديث حول الكهنة والسحرة الذين هم أمرهم مشهود في الهند، وحول إحراق الشيوخ والعجائز في الجزء الأعلى من بلاد الهند... وحول تلك الشجرة التي توجد في نواحي ما نكير وهي قصبة بلاد الذهب والتي يراها من يدخل هذه المنطقة، وهي شجرة عظيمة الساق تكون مثل شجر الجوز لها ورد أحمر فيه بياض مكتوب "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
كما أخبر عن جزيرة بحر الصنف التي إذا وقعت السرطانات إلى أرضها صارت حجارة، وهي من الحجارة التي تجلب إلى العراق وسائر البلدان، ويعدّ هذا الحجر من الأدوية في جلاء البياض من العين، ويطلق عليه الصيادلة، في حينها، السرطان النهري.
لم تنته العجائب التي رآها الرحالة عند هذا الحدّ، إذ يمضي ليروي مشاهداته بالإضافة إلى رواية ما سمعه من أشخاص موثوقين من حكايات تعدّ أيضاً من عجائب الهند في بره وبحره.