الجسد لا ينسى : دور الدماغ و العقل و الجسد في التعافي من الصدمات النفسية

لا يشترط أن يقاتل المرء في حرب أو يزور مخيم لاجئين في سوريا أو الكونغو كي يمر بصدمة  .نفسية: فالصدمات في الواقع تحل بناء وبأصدقائنا، وبأفراد عائلاتنا وجيراننا.

ورغم أننا - نحن البشر - كائنات شديدة المرونة فمنذ زمن سحيق وقد نهضنا بعد الحروب الطاحنة، والكوارث التي لا حصر لها، وما تعرضنا له من عنف وخيانة في حياتنا إلا أن الخبرات الصادمة تترك أثرا حقيقيا، سواء على النطاق الواسع أو الشخصي على تاريخنا وثقافتنا، وعلى عائلاتنا حيث تنتقل الأسرار الظلماء في الخفاء من جيل إلى جيل، كما تؤثر هذه الخبرات على عقولنــا وعواطفنا، وقدرتنا على الابتهاج والحميمية، بل على بيولوجيتنا وجهازنا المناعي أيضا.

والتحدي الذي تواجهه وتستعرضه في هذا الكتاب هو كيف يمكن للناس امتلاك زمام السيطرة على
آثار الصدمات الماضية واسترداد سيادة سفينتهم ؟
لقد وجدنا أن التكلم يجدي نفعا، وكذلك الفهم والاستيعاب والاتصالات البشرية كما تستطيع
الأدوية إخماد أجهزة الإنذار المفرطة لكننا سنرى أيضا أن الإنسان بمقدوره تغيير بصمات ماضيه
عبر مروره بخبرات جسدية تتعارض تعارضاً مباشراً مع مشاعر العجز والحنق ،والانهيار التي تمثل
.جانبا جوهريا من الصـدمات مما يؤدي إلى استرداده سيادة الذات