دقة قلب

"كم ستبقى هناك؟" لم تدر ما تقول له سوى أنها كانت آسفة، وأنها كانت حمقاء، وأنه ما كان يجب عليها أن تهتم لما يفكر به ستيفن، وإنه كان نذلاً، وأنها هي أيضاً كانت كذلك، وأنها كانت تحب بيل أكثر من الحياة نفسها. وأن سام كان سينمو ويكبر ليصبح ابنها... إذا بقي بيل وسامحها "لا أدري كم سأبقى" أجابها وهو يمسك بمعطفه على ذراعه وينظر إليها بتوق "أسبوع... أسبوعين... لقد فكرت بأن آخذهما في إجازة صغيرة بعد أن يكونا قد عادا من فيرمونت، هذا إذا سمحت ليسلي لي بذلك: "لقد كان دائماً تحت رحمة آخرين لكي يصل إلى الناس الذين يحبهم... ليسلي، أدريانا.. ستيفن، ولكنه لم يكن يسمح لنفسه بأن يفكر بذلك الآن. فقد كان كل ما يفكر به الآن هو أن يرى ولديه ثانية وأن يخرج من كاليفورنيا. لقد عانا بما فيه الكفاية وكان بحاجة لاستراحة، كانت هدية ذكرى ميلاده لنفسه هو أن يخرج من المدينة ويدع أحد ما يهتم بمشاكله. كانت هناك نصوص كثيرة ينبغي على أحد أن يعمل عليها أثناء غيابه وإذا لم يعرفوا ما يفعلون سيتوجب عليهم أن يبتكروا الأفكار". وككل قصصها تطرح دانيال ستيل في قصتها "دقة قلب" مشاكل حياتية تعترض وبإلحاح مسار الحياة الأسرية الأمريكية وتؤدي بها إلى الدمار. فها هي إدريانا الشخصية المحورية في هذه القصة وزوجها ستيفن وبعد قصة حب تتوج بالزواج ها هي تواجه قرار الانفصال من قبل زوجها والسبب بكل بساطة لأنها استجابت لنداء أمومتها وحملت في أحشائها جنيناً بعد فترة طويلة من زواجها. يواجه ستيفن خبر حمل زوجته بالاستياء، وبقرار لا يتراجع عنه إما إسقاط إدريانا الجنين وإما انفصالهما. وسبب قرار ستيفن هذا هو ذكرياته عن طفولته التي كانت أسوأ مما اعتقدت أدريانا، حيث يبدو أنه تأذى وبشكل كبير خلالها. تحيط الكاتبة هذه القضية المحورية بأحداث تؤدي إلى حبكة روائية تتمحور في لقاء أدريانا ببيل الذي يفتح أمامها أبواب الأمل من جديد. وتقف أدريانا في لحظة من لحظاتها على مفترق طرق: هل تستمر في حياتها مع زوجها أم أنها تختار الانفصال للإرتباط ببيل الوالد العطوف الذي يقدر معنى الأمومة ومعنى البنوة. تطرح الكاتبة كل ذلك ضمن أسلوب يتميز بالبساطة البعيدة عن التكلف، وبالرومانسية المغرقة بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية التي يفتقدها قارئ اليوم في حياته الحقيقية.