أربعة أشهر في الشرق الأوسط

على مدى عشرين عامًا، أراد الفرنسيون، مثل سائر الشعوب الأخرى، مغادرة منازلهم: هذه حقيقة لا جدال فيها، وشهادة على الاستكشافات المتنوعة لإفريقيا الوسطى التي انضم إليها مواطنونا مؤخرًا. وفي كل يوم يصبح الترحيب حيال الانطباعات التي يجلبونها عن تلك المناطق أكثر تعاطفاً. وهذا الترحيب شجعني، مع أنني كنت أخشى كثيرًا، من وجهة النظر الأدبية، أنني قد اضطلعت بمهمة ثقيلة للغاية.لا يمكن مقارنة الحكاية الحالية بقصة جذابة لرحلة عظيمة: نعم هي قصة حقيقية في كل تفاصيلها، ولها ميزة واحدة فقط، أنها قصيرة. وإذا كانت هناك رؤًى جديدة حول بعض مناطق الشرق التي ما تزال غير معروفة تمامًا، فإنها تُظهر أيضًا كيف يمكن أن تفشل رحلة استكشافية تجمع العديد من عناصر النجاح بسبب عجز قائدها، حينما كان يجب أن تملي الوطنية، بل حتى أبسط المصالح الذاتية، اختيارَ رجل لم يرضخ لسخرية الغرباء. 

ومن المؤكد أن هذه الملاحظات جُمعت ببساطة لتكون بمثابة ذكريات شخصية. فقد تركت للأقلام مهمة العناية برسم تفاصيل مثيرة للفضول إلى حد ما، ولم أفكر في نشرها إلا بعد أن أجبرتني أمور شخصية طرأت حديثا على القيام بذلك.

فنحن لا نعرف عنها سوى القليل، ولعل ذلك سيكون كافياً للمرء في أن يحاول تقديم وصف لها.

ومهما كان الأمر، أهنئ نفسي على إنجاز هذه الرحلة برفقة تجار لطفاء للغاية، فقد منحتني هذه الرحلة فرصة ثمينة لكسب العديد من الأصدقاء الجدد.