الثورة التي غدر بها أبناؤها

حلل الكاتب صالح بوزان في هذا الكتاب الأحداث السورية بطريقة أدبية، ومنطقية ومبتكرة، وقد ربط الأحداث برواية جورج أوريل بعنوان (۱۹۸٤) ففسر من خلالها العلاقة بين الديكتاتور والشعب وصور نهوض السلفية الإيرانية من خلال قمع المرأة برواية أن نقرأ لوليتا في طهران) للكاتبة آزار نفيسي وربط قصة المارق في المجموعة القصصية (المنفى والملكوت) للكاتب البير كامو ، لتحليل الشر والخير.
وغيرها من الكتب الأدبية التي شرح الكاتب من خلالها الواقع السوري المحطم ذهنيا قبل. الأزمة، وفقدان الهوية والدمار بكل أنواعه ما بعد الأزمة عبر تحليل التاريخ الميثولوجي والديني والاجتماعي لسوريا، ونقد الخطاب الديني، وفكرة الدولة عبر العصور، فكانت الفصول الخمسة الأولى تمهيداً للفصلين السادس والسابع حيث تعمق في تحليل الثورة السورية وأسباب فشلها.

. صور الكاتب ظاهرة الاستبداد التي أثرت على جيل بأكمله، ولم يتخلص النظام السوري والمعارضة السورية منهما أيضاً، وكيف أن التاريخ يكرر نفسه عبر دائرة الظلم فالثورة

فرقة الثورة فالعودة إلى الظلم يحتوي كتاب (الثورة التي غدر بها أبناؤها على تحليلات جديدة ومبتكرة في وصف العلاقة ما بين القدسية والإله والسلطة والقوة، وإيران والإسلامية، وتحليل الذهنية السوري الذي مازالت فكرة الغازي متعششة في هويته العلاقة ما بين العثمانية والعروبة، وبين البعث والوطنية، والدكتاتورية والدولة إلى ما هنالك من قضايا مهمة تصيغ المنظومة الذهنية
السورية. ما يميز هذا الكتاب التحليلي أنه مكثف بسيط في عرض الذاكرة السورية، وتحليل الخطاب السوري، ومفهوم الوطنية والقومية والأصولية للوصول إلى الحل، أو المشي في طريق الحل وتحليل العقل النوري ما قبل الثورة، أو ما تسقى ثورة لتحليل النتائج التي أنت إلى هذه الحالة الراهنة، مبينا أسباب انتصار ثورة ۱۹ تموز، والعوائق والتحديات.

الكاتب صالح بوزان جريء ومتحرّر في طرح القضايا الشائكة الدينية - الاجتماعية - السياسية ..) ومحطم للأصنام الأربعة التي تحدث عنها فرانسيس بيكون ناقد لاذع حتى للحزب الشيوعي السوري الذي كان عضواً فيه استطاع من خلال النقد والنقد الذاتي أن يسير في درب البحث عن الحقيقة بموضوعية متجردة عن الأهواء والميول. يكمل هذا الكتاب سلسلة الكتب التي حللت الواقع السوري الفكري والثقافي والتاريخي وامتداداً لهذه الثورة الفكرية التي أكملت الثورة الفكرية في شمال وشرق سوريا، وتطور الفكر الكردي أيضاً، الذي يعد مكملاً لهذا التطور الاجتماعي