مروج الذهب 1-4

يعد كتاب (مروج الذهب) أحد أهم المصادر التاريخية عن العصور الوسطى الإسلامية ومؤلفه أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي (توفي سنة 346هـ)، يقع الكتاب في أربعة أجزاء صنعه مؤلفه في أخبار الزمان، وقدم القول فيه في وصف هيئة الأرض ومدنها وعجائبها وأغوارها وجبالها وأنهارها وبدائع معادنها وأصناف مناهلها، وأخبار أبنيتها المعظمة ومساكنها المشرقة.

وأتبع ذلك بأخبار الملوك الغابرة والأمم الدائرة والقرون الخالية والطوائف البائدة على اختلاف أجناسهم وتغاير أنواعهم واختلاف أديانهم، وما مضى في أكناف الزمان من حِكَمهم، ومقائل فلاسِفتهم، وأخبار ملوكهم، وأخبار القياصر إلى ما في تضاعيف ذلك من أخبار الأنبياء والرسل، والأتقياء إلى أن أفضى الله بكرامته وشرف برسالته محمد نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فذكر المسعودي مولده ومنشأه ومبعثه وهجرته ومغازيه، وسراياه، إلى أوان وفاته، ثم اتصال الخلافة.

ثم اتبع ذلك بكتابه (الأوسط) في الأخبار عن التاريخ، وما اندرج في السنين الماضية منذ بدء الخليفة إلى الوقت الذي انتهى به الكتاب والزمن الذي عاش فيه المؤرخ المسعودي وبعد انتهائه من تأليف هذين الكتابين رأى أنه من الواجب عليه إتباعهما بكتاب جغرافي وتاريخي في آن معاً وقد ذكر المسعودي السبب الذي حمله على تأليف هذا الكتاب فقال: “فرأينا إجمال ما بسَّطناه في كتاب لطيف نودعه مع ما في ذينك الكتابين ممّا ضَمَّناها وغير ذلك من أنواع العلوم وأخبار الأمم الماضية والأعصار الخالية مِمَّا لم يتقدّم ذكره فيهما”.

وبناءً على ما تقدم، يعتبر هذا الكتاب صورة معبرة عن الفترة الزمنية التي عاشها المسعودي ومجمل القضايا العلمية والتاريخية والفكرية التي اهتمت بها الشعوب، وخاصة أن المسعودي اعتمد في كتابته على رحلاته ومشاهداته حول العالم، وهي رحلات عرَّض فيها حياته لشتى المخاطر وذلك خدمة منه للعلم والمعرفة، بل كان ينهل ويستقي مواد موضوعاته هذه وأخباره من كتب تاريخية وجغرافية مهمة، حتى أن الكتاب بات مودعاً لدى أشهر المكتبات العالمية المعنية كل الاعتناء بحفظ المخطوطات النادرة والخالدة.